شعب البحرين ممزق بين الفاتح والدوار

تخريب

image
طفله الخليفة

عادت حليمة لعادتها القديمة، عادت مجموعات المخربين الى العنف والى التكسير والتدمير والى الاعتداء على العمالة الآسيوية، كأنما تقول هي ومن يوجهها «إما ان تحققوا لي ما أريد وإما أن أواجهكم بالويل والثبور وعظائم الأمور وأعود الى عنف الشوارع».

أتساءل هل هذه هي الديمقراطية التي يعرفونها؟! هل هي ديمقراطية الإرهاب وفرض ما يريدون على الناس وعلى القيادة بالترهيب وإحداث الفوضى؟!

لقد اجتمعت جميع فصائل الشعب البحريني من جمعياته وشخصياته المؤثرة وتجمعاته المختلفة وقال الجميع كلمتهم، ولم يتوافقوا على ما يريده المخربون من توجهات طائفية ومن جعل القرار بيد طائفة بعينها لحاجة في نفس يعقوب.

يطالبون بالديمقراطية لمجرد الوصول الى الحكم والى ان يكون القرار بيدهم وبعدها لن يكون هناك الا الويل والثبور وعظائم الأمور ولن تكون هناك الا الإبادة او التشريد لكل عناصر المجتمع البحريني الأخرى، والكتاب واضح من عنوانه، فمنذ الآن وهم يمارسون عنفهم واعتداءاتهم على المقيمين وعلى فئات من الشعب البحريني ممن يدعونهم المجنسين. ولا أعتقد أن هناك وسيلة لمواجهة هذا الخلل سوى القانون وضبط الأمن وتوفيره لجميع المواطنين والحزم مع كل من يريد تحويل شوارع البحرين الى مسارح دموية لاعتداءات الكراهية والحقد الذي تم غرسه في نفوس البعض.

===========

ما الذي يعنيه التصريح الإيراني؟

image
محمد مبارك جمعة

وزير الخارحية الإيراني علي صالحي طالب سوريا في تصريح له بالعمل على تلبية المطالب المشروعة للاحتجاجات الشعبية في سوريا، كما صدر عن إيران عدد من التصريحات المتعلقة بالوضع في سوريا تشير بشكل عام إلى تغير ملحوظ وإن كان طفيفاً في الموقف الإيراني. السؤال: ما الذي تعنيه تصريحات صالحي المؤيدة لتلبية مطالب الاحتجاجات الشعبية، على حد قوله، في حين أن النظام الإيراني كان ولا يزال الداعم الأول وربما الأوحد للسياسة السورية في التعامل مع الوضع بالمال والسلاح؟

سياسياٌّ أرى أن التصريح الإيراني يحتمل ثلاثة تفسيرات، وخصوصاً أنه جاء في أعقاب زيارة أمير قطر لإيران، ومن المؤكد أن المباحثات التي جرت بين الطرفين الإيراني والقطري قد تركزت على الوضع في سوريا:
الاحتمال الأول هو أن ما يعنيه وزير الخارجية الإيراني علي صالحي بتصريحه هو العكس تماماً لما قاله، بمعنى أن المخفي تحت هذا التصريح هو المزيد من الدعم المالي واللوجستي لنظام بشار الأسد، في حين يبقى الهدف من التصريح السياسي هو النأي بإيران إعلامياٌّ عن تورطها المباشر في أحداث سوريا. وكثيراً ما يقول الساسة عكس ما يعنونه في تصريحاتهم. إذا صح هذا التفسير، فإن عملية القتل والتدمير في سوريا سوف تزداد ضراوة في الأيام القادمة، وهو ما حدا بأمير قطر إلى التصريح بأن الشعب السوري سوف لن يتراجع عن مطالبه.

الاحتمال الثاني هو أن تكون إيران قد أدركت فعلياٌّ أن نظام بشار الأسد قد قارب على السقوط، ولذا ارتأت أن تنقذ نفسها من تبعات سقوط الأسد وما سوف تواجهه من غضب عارم من الشعب السوري ومن خلفه الشعوب العربية والرأي العام الدولي لكونها النظام الوحيد الذي ساند سياسة القتل والقمع في سوريا. وعليه فإن التصريح يمكن تفسيره من هنا باعتباره خطوة متأخرة لرفع اليد عن سوريا تفادياً لتبعات سقوط النظام. وهذه التبعات تنقسم إلى قسمين: الأول هو العداء الشعبي العارم الذي تواجه وستواجه به إيران في الأوساط العربية والدولية، والثاني هو الخوف من انتقال تبعات سقوط نظام الأسد إلى الداخل الإيراني، وهو ما يعني انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية من سوريا إلى إيران، وهذا بحد ذاته هو الكابوس الذي تخشاه طهران، وليس بغريب على الإطلاق قيامها مؤخراً بإطلاق سراح 100 معتقل سياسي كخطوة من بين خطوات كثيرة نحو محاولة استباق الأوضاع داخل إيران واتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية.

الاحتمال الثالث هو أن تكون إيران، مع إدراكها لاحتمالية سقوط نظام بشار الأسد، قد حصلت على بديل ممكن من خلال فتح قناة اتصال بينها وبين أطراف من المعارضة السورية، بمعنى أن إيران باتت تسعى إلى إعادة ترتيب علاقاتها بسوريا في ظل المتغيرات من خلال التحدث إلى المعارضة السورية، وخصوصاً أن بعض أطراف المعارضة لم ترفض فكرة التحاور مع إيران لو أرادت إيران ذلك بشرط أن ترفع إيران يدها عن سوريا الجديدة بشكل كلي. وما يدلل على هذه الخطوة هو قيام إيران بتغيير سفيرها في دمشق قبل نهاية فترته من أجل مسح صورة التورط الإيراني المتغلغل في الداخل السوري التي خلفها السفير الإيراني السابق من جهة، وإيجاد شخصية إيرانية جديدة تقبل المعارضة السورية التحاور معها من جهة أخرى. وسياسياٌّ فإن تغيير أي سفير بشكل سريع قبل نهاية فترته يدلل على محاولة تدارك أمر ما قبل استفحاله.

شخصياٌّ أجد أن الاحتمال الثالث هو الاحتمال الأقرب إلى الحقيقة، وأن إيران ستحاول أن تجد لنفسها بديلاً عبر التواصل مع المعارضة السورية، ولذا دفعت بتصريح علي صالحي كخطوة إلى الأمام تبتعد فيها عن الأسد قليلاً وتقترب فيها من المعارضة السورية قليلاً، ومن المتوقع أن تكشف الأيام القادمة الم

============

شعب البحرين ممزق بين الفاتح والدوار

image
وفاء جناجي:

اعترض بعض أصدقائي على تسمية الثورة البحرينية بـ (الثورة الطائفية) حيث انهم كانوا ومازالوا يرددون دائما لا سنية لا شيعية هذا الوطن ما نبيعه.

لن احلل كلمة ثورة، ولن أحاضر بكلمات إنشائية عن أسباب وكيفية سير أحداث الثورة الطائفية (نعم مازلت مصممة على تسميتها بالطائفية) لأنها شئنا أم أبينا، أعلنا بصراحة أو كتمنا مشاعرنا وأحاسيسنا، فكرنا بعقلانية أو بجنون، قسمتنا الأزمة التي مررنا بها إلى قسمين: قسم ينتمي إلى تجمع الفاتح (الأغلبية سنية) وقسم ينتمي إلى دوار اللؤلؤة (الأغلبية شيعية)، وتاه الكثير منا بين القسمين مع الاسف الشديد.

شعب البحرين الأصيل مازال كما هو يتعايش مع جميع المذاهب والجنسيات والديانات ولكن الأزمة أنتجت مجموعة غريبة من البحرينيين تحاول أن تفصل بين المذهبين، فهناك الكثير ممن هتف بحب البحرين في الفاتح ضد كل متطرف عرقي كان أو ديني يتقلد أي زعامة في تجمع الفاتح، كما أن هناك الكثير من حضور الدوار ضد التأزيم الحاصل حاليا وضد التعصب، ومهما أعلنا أننا لانزال شعبا واحدا فإن سوس الطائفية نخر في علاقتنا، فبالرغم من أن الكثير منا لا يزال يحب أصدقاءه وأقرباءه وجيرانه من الطائفة الأخرى فإن ظروف الأزمة أجبرتنا على أن نختار إلى أي جانب يجب أن نقف حال حدوث أي أزمة جديدة (تجمع الفاتح أو تجمع دوار اللؤلؤة).

لكي أؤكد لكم كلامي سأحكي لكم ما دار بيننا في هذا اللقاء الذي جمعني مع مجموعة من أصدقائي وأبنائهم الذين هم أصدقاء أبنائي، اللقاء يشمل الطائفتين:

سألت إحداهن: اشلون عن إجازة العيد وين بنروح السنة؟ ردت أمها: كيفكم بس لازم تتفقون من الحين عشان لا نتعب أيام العيد من التلفلف في الشارع ندور مطعم أو كوفي شوب.

نطت أختها: ما بنروح حفلة خالد فؤاد أو بابكو؟ رد عليها واحد من الشباب الذي كان منشغلا (بالبلاك بيري) حاولوا ما تروحون حفلة وأحسن لو تدورون عن مطعم بعيد عن منطقة السيف. فهجم عليه الباقي تقريبا بصوت واحد مستنكر ليش يعني؟ قال: ان هناك مسجات تبعث عن نية شباب الثورة على عدم الاحتفال بالعيد ومحاولة الرجوع للدوار، فصرخت إحداهن: يا ربي ليش إلى متى؟ تعبنا، أعصابنا ما عادت تتحمل محاتاه على مصير عيالنا.

وطبعا للنقاش بقية ولكن كله منصب حول نتيجة واحدة أننا ضد ما يحدث من تأزيم وأننا نريد الإصلاحات ولدينا مطالب ولكن ما يحدث الآن في البحرين لا يستطيع المواطن البحريني البسيط المسالم النقي المحب لأهله وجيرانه وأصدقائه تحمله.

بالرغم من تأكدي أن الجميع يتحدث بصدق عن الحب والرغبة في الأمن والأمان والتعايش من دون صراع مع الطائفة الأخرى فإن كل واحد منا لن يخذل طائفته في أي تجمع ولن يستطيع إلا أن يتأثر بنتيجة الأزمة.

المشكلة أننا جميعا نردد العبارات نفسها في حب الوطن ونبذ الطائفية ولكن.. يوجد بيننا من يحاول أن ينخر كالسوس المضر في علاقتنا، فنحن شعب بسيط بمستويات اجتماعية وثقافية ومادية مختلفة نتأثر بما يحدث حولنا، وعندما افتح صفحة الفيس بوك العام وأرى من ينادي بحب الوطن ونبذ الطائفية في مقال أو خاطرة، ثم يسيء إلى الملك أو رئيس الوزراء أو احد الوزراء ويمجد في زعماء الثورة الطائفية، ولأنني بشر في النهاية أتأثر بهذه الإساءة وأترفع معظم الأوقات عن الرد عليهم بمستواهم نفسه ولكنني انجرف أحيانا (غصبا عني) أدافع أو استنكر ثم اندم هل تعلمون لماذا؟ لأنهم يردون علي بطريقة اشعر بأني أرقى وأرفع من أن أرد عليهم فتربيتي لا تسمح بأن أنزل إلى هذا المستوى من النقاش.

لو احترم كل إنسان مشاعر واختيارات غيره لما انجرفنا للمشاكل العرقية والطائفية، لكم أن تطالبوا بحقوقكم، لكم أن تختلفوا معنا ولكن ابتعدوا عن الاستفزاز والشتم والتقليل من قيمة رموز الآخرين.

وطني الحبيب اعشق ترابك وأحب شعبك المسالم الطيب النقي أما المجموعة المتطرفة (من المذهبين) فهم من يجب أن نقف ضدهم جميعا.

==============

لله درك يا «حمد».. ما أعدلك وما أحلمك

image
محمد المحميد

أول السطر:
بات من الضروري جدا أن تبادر اللجنة العليا للانتخابات التكميلية الى زيادة عدد المراكز العامة وتوفير سبل الأمن والأمان، في ظل كثرة الملاحظات والشكاوى من الناخبين والمترشحين من أساليب التهديد التي يمارسها الداعون إلى المقاطعة داخل الدوائر الانتخابية.

لله درك يا حمد:
نعم وألف نعم.. لله درك يا صاحب الجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة، حفظك الله ورعاك.. ما أعدلك وما أحلمك.. دائما وأبدا تؤكد أنك القائد والأب ورجل الوطن الأول، المحافظ على دولة القانون والمؤسسات، عدلك وحلمك يسعان الجميع بلا استثناء، وهمك الأول هو المواطن البحريني.

خطاب جلالة الملك المفدى بالأمس حمل الإشارات والبشارات للوطن والمواطنين، في المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة، ليعزز دولة القانون والمؤسسات، وليؤكد أهمية المشاركة الحضارية في البناء والتطوير، وليدعم استقلالية القضاء البحريني النزيه، وليجدد دعمه للجنة تقصي الحقائق من أجل دولة الحق والعدالة.

خطاب جلالة الملك المفدى بالأمس أكد نتائج حوار التوافق الوطني التي تعبر عن الإرادة الشعبية، وكلنا يتذكر الخطاب السابق الذي أكد فيه جلالة الملك متابعته الشخصية والرفيعة لتنفيذ المرئيات المتوافق عليها، من أجل صالح الشعب والوطن.

خطاب جلالة الملك المفدى بالأمس حمل لفتة إنسانية نبيلة لا يقدم عليها إلا حاكم عادل حليم، حينما يعفو عمن أساء وتطاول على شخصه الكريم، ويتسع صدره وعفوه وكرمه للجميع من أبنائه، أما من أساء إلى الوطن والغير، فإن هذا الأمر مكانه القضاء ليفصل بين الناس، وليؤكد دولة القانون والعدالة المجتمعية.

خطاب جلالة الملك المفدى بالأمس أكد أن الحكم الديمقراطي في البحرين هو تطبيق عملي للدولة المدنية التي يتحدث عنها البعض ويطالبون بها، من دون أن يفهموا أي معنى لها، ولكن القيادة البحرينية تمضي قدما نحو دولة القانون والمؤسسات وتخرج من الأزمات بالدروس والتجارب المستفادة، وهي أمور تستوجب التكاتف الشعبي مع القيادة الرشيدة من أجل بحرين المستقبل ولمواجهة أي خطر داخلي وخارجي.

لله درك يا حمد.. ما أعدلك ما أحلمك ما أعظمك.

آخر السطر:
عودة نظام المخاتير في المحافظات بمملكة البحرين خطوة إيجابية من أجل المساهمة في التطوير والإصلاح، كل ما نرجوه أن يكون اختيار «المختار» وفق معايير وطنية من أبرزها (الولاء) للوطن.

============

صراعُ الأمتين العربية والفارسية ضد الدكتاتورية

image
عبدالله خليفة

ثوراتُ الجمهور العربي إذ تبين انه صانع التاريخ، تتكشفُ عن صعود الأمة العربية عبر دولها ومستوياتها المتعددة، مثل كهرباء التغيير الحر التي سرت في أجسام موصلة متقاربة.

الإرادة هنا قومية، وليست مذهبية، فأي مذهب ديني أو فكري يؤيد الوطنية والعروبة يكون جزءًا من تيار تجديد الأمة العربية ثورة في أجزاء وتحولات سياسية في أجزاء.

إن الوطنية والعروبة جزآن متداخلان، ولهذا فإن التحولات السياسية في مصر وتونس وليبيا وسوريا وجدت أغلبية شعبية ساحقة.

إن المسيحيين والأمازيغ وغيرهما من الاثنيات المختلفين عن الإسلام أو عن العرب كهوية قومية شاركوا في هذه التحولات، ولم يعترضوا على الهوية الجديدة الصاعدة، أي المشاركة في مجتمع ديمقراطي عربي متعدد الأفكار.

ثمة قوى سياسية مذهبية لم تفهم طبيعة الحراك العربي، وانتشت بأشكاله الخارجية ولم تفهم عمقه كتحولاتٍ نحو دولة المواطنة والحداثة وفصل المذهب عن الدولة.

هنا يتحول الصراع بين القومية العربية والقومية الفارسية إلى صراع مذهبي للأسف، لقد حدث تصادم بين كوكبين قوميين مختلفين في مساريهما على الفضاء في المنطقة.

إن الدولة الفارسية عبر الخيار المذهبي توجهت للمحافظة ووقف نمو الديمقراطية داخل الشعب الفارسي والشعوب الإيرانية الأخرى.

حدث هذا بسبب المسار الشمولي الذي طُرحَ خلال عقدي الخمسينيات والستينيات وما بعدهما، وهو الخيار المتوجه ضد الغرب كاستعمار ولكنه واصل صراعه ضد الغرب كحداثةٍ وديمقراطية وعلمانية.

هنا لعبت الأفكارُ الجوهرية حول الذات الدينية القومية الفارسية وأساطيرها المستعادة دورها في شل فاعليةِ القوى السياسية من قومية وشيوعية وتخدير وعيها ضد هذا الخيار الحارق.

لقد وجدتْ فيه صراعاً ضد الغرب بشكل مطلق وهو أمرٌ يعبرُ عن شمولية هذه القوى وتخلفها، حيث لا فرق بين (الشيوعي) الذي يضطهدُ زوجتَهُ والمذهبي المحافظ، لا فرق بين وعي تعطل بعدم فهم تضليل الاشتراكية الحكومية ورجل ديني يرفعُ شعارَ ولايةِ الفقيه والدولة الدينية، وهو مسارُ دكتاتوريةِ الريف على مدينة الحداثة وتعطيل نموها.

العاميان المُضلَّلان الشيوعي الزائف والقروي يرفضان الديمقراطية في بيتيهما، وفي عقليهما، يرفضان مجيء الحداثة والديمقراطية والمساواة بين النساء والرجال وفصل الدين عن الدولة، فقد غدت شعاراتُ الاشتراكية مجرد دولة تسيطر على الأملاك العامة من دون أن تغير التربة المحافظة النخرة، ويغدو الحزب الثوري المزعوم ذكوريا أسطوريا، كما أن الرعبَ من تحرر المرأة يظلل الثوري الاشتراكي المعلب والطائفي الريفي الذي ملأ مدينة طهران، لكن الحداثة لا مفر منها، وهي تدخلُ البيوتَ وتحرر العقول لاحقاً.

لقد تعاونتْ سواطيرُ الشاه والمخابرات الأمريكية وجملُ حزبِ توده وشرائطُ الخميني، لإنتاجِ دولة دكتاتورية طائفية عسكرية، كلٌ من موقعه.

في حين أن مسارَ الأمةِ العربية مختلفٌ في دولها المركزية: مصر، وسوريا، وتونس، والمغرب، وليبيا، واليمن، وغيرها، فقد كانت في حراك للتخلص من الأنظمة الدكتاتورية العسكرية، ومن هجمة الريف المحافظ على المدن، ومن تغلغل الشركات العابرة للقارات في عروقها.
إن التشويش في العراق حدث بسبب غياب صيغة التغيير الوطنية الحداثية العلمانية، فتغلغلت القوى الطائفية لفرملة مشروع الحداثة والديمقراطية، لتحيل العراق لقطائع جديدة لأمراء الإقطاع الطائفي، في حين جاءت الثوراتُ العربية أشكالاً من التوحيد والتحديث والديمقراطية.
غدا مسارُ الأمة العربية في أقطارها المركزية متوجهاً على النقيض من التوجه الفارسي الشمولي.

لكن هذا لا يمنع من وجود تداخل ومن جهود لعرقلة التطور التوحيدي الديمقراطي وتأخير الحداثة والمساواة بين الأجناس والطبقات أمام القانون، فغدا المركز الإيراني مذعوراً من هذا التدفق العربي نحو الحداثة وفك الارتباط بالعصر الوسيط، فلابد أن يستخدم أدواته ويخلط الأوراقَ، عبر تأجيج الصراعات وتحريك المسألة الإسرائيلية وتفجيرها، والحفاظ على الزنزانة السورية وهي تذبحُ شعبَها، ودعوة مثقفين مصريين وجماعات سياسية إلى طهران من أجل وقف تدفق الشعوب العربية نحو الديمقراطية الحديثة، وتصعيد الصراع الطائفي في البحرين والكويت، وغير ذلك من أدوات.

سوف يستغل المركزُ الإيراني عمليات التداخل والبلبلة وقصور الوعي الديمقراطي في التنظيمات الدينية والقومية واليسارية الاستعراضية خاصة، لوقفِ كرة النار الديمقراطية من الوصول إليه فهناك كذلك احتدامٌ داخلي كانت له مظاهره الصاخبة، والآن يجرى في الداخل ترابط أكبر بين القوى الليبرالية والتقدمية بعد تكشف الجوهر الطبقي لنظام رأسمالية الدولة الفارسية الطائفية والمحطة السورية التي وقفت فيها كرة النار طويلاً تغدو محطة أساسية لما بعدها.

============

تصاعد أعمال العنف ليس عفويا!

image
عبد المنعم ابراهيم

عودة أعمال العنف والتخريب مجددا إلى مناطق البحرين ليست عفوية.. انها مدروسة ومخطط لها، ولها محرضون، سواء من بعض الجمعيات السياسية المتطرفة أو من رجال دين لا يدركون عواقب الكلمات التي تخرج من أفواههم، وقد أعلنت وزارة الداخلية يوم أمس الأول تطورات خطيرة في أعمال العنف والتخريب، وقد وصل الأمر إلى حمل المخربين السلاح والآلات الحادة، بل قام مخربون بالاعتداء على عمال آسيويون في قرية (الديه) وأجبروهم على غلق محل الخياطة الذي يعملون فيه، وضُرب أحدهم بالمقص في رأسه وتعرض لإصابة خطيرة.

كل هذا يحدث ويرددون (سلمية.. سلمية)!.. فكيف الحال لو كانت (حربية.. حربية)؟!.. انه تناقض يصدر عن الزعماء الذين يجلسون في قمة كرسي التحريض على أعمال العنف.. حيث يقولون شيئا ولكنهم يدفعون الشبان نحو شيء آخر!.. يقولون إنهم مع العمل السياسي والإصلاحي السلمي، ولكنهم في الخفاء يشجعون الفتيان والأطفال على استخدام المولوتوف والحرائق وتكسير سيارات المواطنين والتعرض لهم في الشوارع والاعتداء على المواطنين والمقيمين، مثلما حدث في قرية (الديه) منذ يومين!

إذن نحن نعود إلى أجواء العنف والتخريب.. وكثير من المواطنين (شيعة وسنة وعجم وهولة وقبائل) صاروا يترحمون على أيام إعلان حالة السلامة الوطنية (الطوارئ)! حيث الأمن والاستقرار مستتب في ربوع البحرين، والناس كانوا يشعرون بالأمان أكثر من أي وقت آخر.. ولا نخفي سراً ان كثيرا من هؤلاء المواطنين يتمنون عودة (حالة السلامة الوطنية) وإجراءاتها الحازمة ضد التخريب.

طبعا (وزارة الداخلية) تقوم دائماً بدور حميد وجيد هذه الأيام في ضبط الأمن، وتحرك دورياتها لمنع أعمال التخريب والإساءة الى المواطنين والمقيمين، بل قوات الأمن قامت مؤخراً بدور مهم جداً في منع حالة تصادم بين المواطنين في المحرق، ولولاها لاندلعت فتنة طائفية وأعمال عنف بغيضة.. لكن وزارة الداخلية ستظل دائماً بحاجة إلى حكمة رجال الدين والمواطنين من ذوي الشأن الرفيع في المجتمع وكبار القوم والعائلات لتوجيه الشبان الذين يتورطون في أعمال العنف والتخريب وإبعادهم عن الخطر والشر.

البحرين تحتاج إلى السلم الأهلي لا أعمال التخريب.. وتحتاج إلى التعايش بين مختلف المذاهب لا إلى الفتنة الطائفية.. وتحتاج إلى يد تنتج وتعمل لا تكسر وتدمر!.. فهل من مجيب؟!

============

أضف تعليق