ما تحتاج إليه البحرين وما نطلبه من تجمع الوحدة الوطنية

ما تحتاج إليه البحرين وما نطلبه من تجمع الوحدة الوطنية

image
بقلم: الدكتور عبدالرحمن عبدالله بوعلي

يحتاج «تجمع الوحدة الوطنية» إلى أكثر من بيان لإبراز موقفه من «الأوضاع بعد إنهاء فرض السلامة الوطنية».. وتحتاج القوى الخارجية التي طالبها البيان «بإيقاف جميع أشكال التدخلات والضغوط» إلى أكثر من مجرد سطر في بيان، لكي تتوقف عن التدخل في صميم شئوننا الوطنية وقضايانا المحلية..

ومع كامل الاحترام للأخ والصديق الشيخ عبدالطيف المحمود والإخوة في رئاسة التجمع، فقد جاء بيانهم هذا في وقتٍ تصورنا فيه أن التجمع دخل هو الآخر مرحلة سبات، كتلك التي دخلتها مؤسسات وأجهزة وطنية من قبل وعلى مدى سنوات عديدة، فيما كانت المؤامرات تحاك في الليل والنهار ضد البحرين وأمنها واستقرارها.. ومع ذلك فإن البيان رقم (37) نجح في إحياء المشاعر التي ربما تعرضت لبعض السبات منذ أن انطلقت في رحاب الفاتح، وأعلنت للعالم، أن البحرين لا تتخذ قراراتها لإرضاء فئة على حساب فئة، أو لتلبية تطلعات جهوية أو طائفية، بل لتحقيق أجندات وطنية متماسكة ومتوافق عليها من جميع فئات الشعب، كما حدث عند إقرار الميثاق والدستور وإطلاق المشروع الإصلاحي..

لقد تحدث الشيخ المحمود في الآونة الأخيرة عن «ضغوط تمارس على البحرين»، ونحن نوافقه على ذلك، ونشكر له الكشف عن هذه الحقيقة التي لم تعد خافية على أحد. ولكن السؤال الكبير الذي نطرحه على أنفسنا وعلى جميع القوى السياسية الوطنية المخلصة في البحرين، هو: ماذا فعلنا للرد على القوى التي تمارس هذه الضغوط على البحرين؟

إن معظم البيانات التي أصدرناها، لم تتعد حدود مطار البحرين، ومعظم التصريحات التي أطلقناها، لم يعلم بها أحد خارج حدود المملكة، ومعظم اللقاءات والندوات التي عقدها التلفزيون، بقيت للاستهلاك المحلي.. وما نريده اليوم؛ بل ما نحتاج إليه الآن، هو أن نعيد مراجعة أدواتنا الإعلامية والدبلوماسية لمخاطبة العالم، وأن ندرك أسرار صناعة الإعلام المؤثر عالمياً ونبادر إلى توظيفها في خدمة قضايا البحرين وشئونها الداخلية والخارجية على حد سواء.

وللمفارقة والمقارنة في نفس الوقت، فخلال الأسبوع الماضي تفجرت في لبنان قضية هيئة الاتصالات «أوجيرو».. وهي قضية محلية جداً، ولا تزيد أبعادها عن خلاف بين وزير ومدير عام الهيئة. ولكن أخبار القضية شغلت حيزاً في الصحافة الأمريكية والفرنسية، أكثر من الحيز الذي شغلته انتفاضة المارد السني وتجمع الفاتح..!! والسبب بسيط، فأطراف قضية «اوجيرو» يعرفون كيف يتعاملون مع الإعلام العالمي ويمتلكون المتطلبات الكاملة لهذا التعامل، ويوظفون كل ذلك لخدمة مواقفهم وقضاياهم..!

واليوم، وفيما تتهيأ البلاد لدخول مرحلة من الحوار الوطني الموسع الذي دعا إليه جلالة الملك المفدى، والذي نعتقد أن القيادة الحكيمة قد هيأت كل الظروف لانطلاقه ونجاحه، فإن أول ما نحتاج إليه لجعل هذا الحوار مُنتجاً وثرياً وموضوعياً وعادلاً، هو أن نخرج بإعلامنا الوطني المصاحب لهذا الحوار من عقدة المحلية، إلى آفاق العالمية.. وأن تتجاوز أطيافنا ومؤسساتنا وجمعياتنا السياسية عقدة التصريحات المرسلة بالفاكس إلى أقسام الأخبار المحلية في الصحف..! وأن ننتهج أسلوب المؤتمرات الصحفية، التي تشارك فيها وكالات الأنباء العالمية الموجودة في البحرين ودول الخليج العربي، وأن يكون خطابنا عقلانياً وموضوعياً ومتماسكاً، وبعيداً عن الإنشائية الفضفاضة، التي لا تهم الصحفي الأجنبي ولا تعنيه، بقدر ما تعنيه الوقائع والحيثيات..

في الشأن الوطني: شكراً يا معالي المشير

لعل مما يقلق الكثيرين من أهل البحرين الذين كانت مجرد ظهور صورة المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة في الصحافة أو على شاشة التلفزيون تشعرهم بالطمأنينة والأمان.. لعل ما يقلقهم بعد انتهاء حالة السلامة الوطنية، أن صورة المشير ربما ستغيب عن الصحف، وخاصة أنه من أزهد الناس في الظهور الإعلامي.. غير أن صورة المشير، ستبقى في كل القلوب التي رأت فيه قيمة بحرينية أصيلة، وعسكرياً مقداماً، وحاملاً لتراث بحريني مليء بأسماء الرجال الرجال.. شكراً يا معالي المشير.. وشكراً لكل جندي وضابط في قوة دفاع البحرين وقوات درع الجزيرة والأمن العام والحرس الوطني.

أضف تعليق