أهداف التجمع الثالث لمن تساءل لماذا تجتمعون أمام التنازلات والتراجعات

أهداف التجمع الثالث لمن تساءل لماذا تجتمعون أمام التنازلات والتراجعات

محمد مبارك جمعة

أشكر تجمع الوحدة الوطنية والشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود بشكل خاص للدعوة التي تلقيتها لحضور التجمع الثالث، وكنت حين تلقيت الدعوة في طريقي إلى البحرين من مطار مانشستر الدولي. وقد أدركت موعد التجمع وحضرت كلمة الشيخ عبداللطيف المحمود مع الحشود الكبيرة التي حرصت على الحضور. السؤال: ما هي الفائدة التي يحققها تجمع الوحدة الوطنية من خلال هذه الاحتشادات الكبيرة؟

في ظني هناك عدة أهداف أوجزها فيما يلي:

أولاً: يوجه التجمع رسالة أولى إلى جمعية الوفاق مفادها أن التجمع قادر على حشد مختلف شرائح المجتمع بأعداد مضاعفة تفوق الأعداد التي تحشدها الوفاق، والهدف من ذلك هو إسقاط ورقة الأكثرية التي تستخدمها الوفاق في تصريحاتها، علاوة على مخاطبة الخارج وبيان الحجم الحقيقي لجمعية الوفاق التي تدعي تمثيلها شعب البحرين مقارنة بتجمع الوحدة الوطنية. ويبدو أن التجمع قد نجح في ذلك بدرجة ملحوظة.

ثانياً: يوجه التجمع رسالة ثانية إلى الدولة يبين فيها موقفه من بعض القضايا التي تتخذ الدولة فيها إجراءاتها من طرف واحد دون أن تكون مرجعيتها في ذلك هي الإرادة الشعبية والقاعدة الجماهيرية العريضة التي تشعر أن الدولة تسير عكس رغبتها. لكن هل استوعبت الدولة هذه الرسالة أم أنها ما زالت في حاجة إلى إثارة حفائظ المزيد من المواطنين؟ إجابة هذا السؤال أتركها لكم وستبينها الأيام القادمة.

ثالثا: يوجه التجمع رسالة ثالثة إلى بعض من راهنوا على نهاية التجمع بمجرد نهاية الأحداث التي شهدتها البحرين، مفادها أن التجمع قد خرج ليبقى وأنه قد اكتسب شكله الدائم والقانوني بما يضمن له استمرار تمثيل الجماهير البحرينية العريضة وممارسة العمل السياسي الذي يخدم البحرين.

رابعاً: أراد التجمع أن يؤكد من جديد على أن أهدافه ليست سياسية فقط بل معيشية واجتماعية أيضاً. وذلك من خلال الإلحاح على الدولة بأن تقوم بتعديل رواتب المواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية، وهو الأمر الذي لم تتطرق له الوفاق قط في تجمعاتها، ولم تناد به أو تعتبره أمراً مهماً، بل نعتته بأنه مطلب «بهيمي» بعد أن ادعت في بداية الأزمة أن مطالب المتظاهرين كانت «معيشية»..! ما يعني وجود أجندة خفية لدى الوفاق لا تعير الأوضاع المعيشية للمواطنين أي اعتبار بقدر ما تسعى لأن تكون ذراعاً انقلابيٌّا لجهات خارجية.

في اعتقادي أن هذه تمثل الأهداف الاستراتيجية الرئيسية التي أراد تجمع الوحدة الوطنية الثالث أن يحققها، لكن في الوقت نفسه لفت انتباهي أمر لا بد من القائمين على التجمع تداركه، ولا بد لرئيس التجمع الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود أن ينظر فيه، وهو مقدار تمثيل كل من جمعيتي الأصالة والمنبر في التجمع.

جمعية الأصالة باتت اليوم هي الأقرب لنبض الشارع والأكثر معرفة بمطالبه، وهي تحظى بقبول كبير بين الناس، وثقة عمياء انطلاقاً من مواقفها الرجولية، غير أن القيادات العليا لتجمع الوحدة الوطنية تبدو خالية من شخصيات الأصالة، وهذه نقطة ستضعف التجمع على المدى البعيد.

الأمر سيان بالنسبة لجمعية المنبر، لأنها تأتي – في تقييمي الشخصي- في المرتبة الثانية بعد الأصالة، ولا يمكن لأحد أن ينكر وجود قاعدة جماهيرية كبيرة أيضاً للمنبر، علاوة على وجود شخصيات ذات كفاءة وقبول وعمق في الشارع تتمثل في كل من الدكتور عبداللطيف الشيخ والدكتور علي أحمد، لذا يجب أن يكون لجمعية المنبر تمثيل أكبر وقيادة واضحة ضمن صناعة القرار في التجمع. هاتان نقطتان مهمتان إن أراد التجمع ألا يفقد بريقه.

أضف تعليق