كباب 14 فبراير ” .. و سر التتبيلة !

كباب 14 فبراير ” .. و سر التتبيلة !

http://www.b4bh.com/vb/showthread.php?t=219830

الكاتب الصحفي فيصل العلي

أربع شهور مضت منذ أن بدأ ما يطلق عليهم بـ ” شباب 14 فبراير ” مسيرة إسقاط النظام و الذين إتخذوا شعار إسقاط النظام مظلة لأفكارهم التي كانت ترتدي ثياب التقية طيلة السنوات التي قضوها في البحرين , فهاهم اليوم يدخلون ميدان السياسة و الإعلام و هم مشبعون بالقصص و الأحداث و الحجج التي شربوا منها طيلة تلك السنين في بعض المآتم التي اتخذت منبراً لزرع الفتنة و نشر الكراهية , ذلك عن طريق الكم الهائل من المعلومات و المواد الإعلامية التي قاموا بنشرها على شبكات الإنترنت و التي تعرضت للغزو الصفوي , حيث تعددت الصور و التسجيلات التي طبعت بحبر الكذب و الفبركة .

في الواقع لا يزعجني هذا الأمر بقدر ما يزعجني أمر آخر ألا وهو الركود الذي نعاني منه نحن أبناء الفاتح , فالكثير منا يظن أنه حين وقف بالفاتح أدى ماعليه من واجبات تجاه الوطن في هذه الأزمة ! بالإضافة إلى أن البعض يستخدم هذا الأمر كسلاح يواجه به ” الخونة ” و ” النظام ” في الوقت ذاته ! فهناك من يتباها بأنه وقف بالفاتح و هتف بتلك الهتفات و وقف لساعات طويلة في الوقت الذي تجمع أنصار المعارضة لمرات عديدة و لساعات أطول و إن إختلفت الرؤى و الغايات ولكن القصد هنا هو أن المفاخرة بأمر كهذا يعتبر إفلاساً , و هناك من يصرخ على النظام بأنه وقف و سانده بساحة الفاتح فترة الأزمة متناسياً أنه وقف لأجل إنقاذ وطنه قبل إنقاذ نظامه القائم ! فأي ولاء و وقفة تلك التي يتخذها البعض حجة لإثبات أنهم أدو ماعليهم من واجبات لإنقاذ وطنهم من كيد الكائدين ! و أحب أن أضيف إلى أن الوقوف بالفاتح ليس مقياساً للولاء !

فما نعاني منه اليوم هو إعتقادنا أننا فعلنا ما كان يتوجب علينا فعله و الإكتفاء بذلك و إنتظار تحقيق المطالب و الحصول على الغنائم و كأننا دخلنا بمعركة إنتهت وقد حان موعد جني الغنائم منها !! لنتوقف قليلاً مع غزوة أحد و التي ظن المسلمون فيها أنهم إنتصروا على الأعداء فخالفوا النبي عليه الصلاة و السلام و الذي كان قائداً للمعركة و تركوا مواقعهم وذهبوا لجني الغنائم دون تفكير و بكل تسرع الأمر الذي أدى لخسارة شاء الله حدوثها لتكون عبرة للمسلمين .. فهل نعتبر ؟!

في الواقع أعترف بتأخرنا و هزيمتنا في هذه الجولة الإعلامية والتي لم نعطها إهتماماً بالغاً كذلك الإهتمام بالمال و حلم زيادة الرواتب و الرفاهية المطلقة ! حتى وصل الحال في البعض إلى أنه لايقوم بأي عمل من أجل وطنه إلا وقد حك أصابع يده مستفسراً عن المبلغ الذي سيحصل عليه مقابل عمله , هذا من الجانب السلبي أما الجانب الإيجابي فلا يكاد يخلوا من الفوضى و المشاكل الداخلية و حب التسلق حتى أن البعض لازال يفكر كيف يعمل !! و بالمقابل نشاهد الفئة الضالة تنتج أعمالاً بأعلى مستوى كان آخرها فلم ثلاثي الأبعاد يحكي مظلوميتهم و سلميتهم الكاذبة بطريقة متطورة جداً !

إن سر تقدمهم علينا هو تضحيتهم و عدم التسلق و الإنفاق لحد الإفلاس من أجل قضيتهم وهذا ما نحتاجه فعلاً كي نرتقي بأنفسنا و بإعلامنا و عملنا, فتتبيلة ” كباب 14 فبراير ” ليست سرية و إنما هي مرآة عاكسة لسلبياتنا التي جعلتهم يتفوقون علينا بأشواط عديدة , فلو كف الكثيرون منا عن التذمر و إنتقاد الحكومة ليلاً و نهاراً و إستبدلوا ذلك بالدفاع عن البحرين أمام الإعلام الخارجي أو حتى وضع و تقديم الحلول و المقترحات لأصحاب الشأن دون التذاكي عليهم لكنا بخير ! فالجميع اليوم أصبح محللاً سياسياً يتفوه بما يجهله و يصدر الأحكام بمجرد حدث ما قد وقع ! , فهناك أمور يجهلها البعض فنصيحتي لهم أن يتركوا بعض ما يجهلونه من الأمور لأصحاب الشأن و أن يستيقظوا من حمى إنتصار الفاتح قبل أن تكثر المثلثات الحمراء !!

أضف تعليق