لهذا فشلت «ثورتهم» المزعومة؟!

لهذا فشلت «ثورتهم» المزعومة؟!

image
إبراهيم الشيخ
هل تظنّون أن «ثورة» البحرين المزعومة كانت ستفشل لو كانت صادقة؟! المنطق يقول إنّها لو كانت بالفعل كما يروَّج لها أنّها ثورة حقوق ومظالم، لا يمكن لها أن تتوقّف؟! وكلّنا نتابع يوميّاً تفاصيل الثورات العربية!

في سوريا وليبيا واليمن، مع اشتداد القمع، ومع وصول أعداد القتلى إلى الآلاف، ورغم آلات القتل والتعذيب الممنهج، ثوراتهم مستمرة، والسبب أنّ هناك ظلماً حقيقياً وقع، والشّعب متفق على زوال الظّلم والانتقام من الظالم.

في البحرين كان الموضوع مغايرا، فعدد القتلى مقارنة بغيرها من دول الاستبداد لا يقارن؟! وهناك قتلى من الطرفين، والجميع يعرف من الذي بدأ؟! والدولة اعترفت بخطئها لكن الآخرين مازالوا يكابرون؟! ولجنة التحقيق ستُظهر «الخايس والخنين»!

«ثورة» البحرين المزعومة فشلت، لأنّ من خرج يريد أن يسقط النّظام، خرج لمطالب طائفية مرتهنة بالخارج، ولم يخرج في سبيل مطالب وطنية يلتقي عليها جميع أبناء الوطن؟!

الكثيرون ممّن خرجوا يريدون إسقاط النّظام، يعملون في وظائف محترمة! الكثير منهم عاد من الخارج – مبتعثاً من الدولة – يحمل أرقى الشهادات التي لم يحصل عليها من كان يفدي الوطن بروحه؟! الكثيرون من أولئك كانوا يشاهَدون في الدوّار بسيارات «اللكزس، والبي ام دبليو، والمرسيدس»!! الكثيرون منهم كانوا يعانون أزمة الاستثمارات الوهمية التي تضرروا منها بعد أن نصب عليهم إخوتهم وأبناؤهم، لنفاجأ أنّ مجموع المبالغ «المستخبيّة» أكثر من 100 مليون دينار بحريني؟! ويقولون فقر وتمييز وتهميش؟!

كان هناك في الدوّار، بوفيهات وأشكال من الطعام الراقي لا تتوافر إلاّ في المطاعم الراقية؟! أبداً لم نشاهد مظاهر الترف التي كانت تميّز متظاهري البحرين، لا في الثورة التونسية ولا المصرية ولا السورية أو الليبية أو اليمنية؟! والسبب أنّ أولئك اجتمعوا على مطالب معيشية وسياسية وحقوقية حقيقية، لكنّهم وجدوا أنّ الدولة تريد أن تمعن في إذلالهم؟!

بينما في البحرين، كانت الدولة تركض بمبادرة الحوار، تريد إنقاذ البلد، ولكن لأنّ مطالب فئات عريضة من المتظاهرين لم تكن سياسية ولا معيشية، كان الرّفض هو العنوان! حتى أدخلوا البلد في نفق طائفي مّظلم كاد يقودنا إلى حرب طائفية؟!

ويتواصل الكشف عن الضمائر المكنونة، فبعد أن دخل أولئك الحوار مُكرهين، وجدوا أن الحوار استوعب الجميع، وسوف تخرج البحرين منه بإذن الله منتصرة، لإصلاح الكثير من المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، التي أجمع المشاركون على أغلبها!

هنا لا بد من أن تأخذ أولئك العزّة بالإثم، لأنّهم إن لم يفعلوا ذلك، كُشف كذبهم للعالم بأسره، كما ستكشف اللجنة بإذن الله عوراتهم القبيحة؟!

«ثورة» البحرين المزعومة، كانت انقلاباً طائفيا، تحرّكه أصابع خارجية معلومة، وهي لم تكن أبدا «ثورة» مطالب سياسية وحقوقية ومعيشية سلمية، بل كانت سلسلة جرائم مغلّفة بمطالب سياسية، انتهكت مكونات المجتمع البحريني وتعايشه السلمي، حيث اعتدت وسرقت وضربت وأهانت ومزّقت وقتلت، وفوق كلّ ذلك قطعت نسيج مجتمعنا البحريني المتماسك منذ أكثر من قرنين من الزمان!

برودكاست: من أرادوا إسقاط النّظام فشلوا «لأنّ الله لا يصلح عمل المفسدين»، ولأنّ جميع المطالب كان بالإمكان التحاور بشأنها والتوافق عليها، لكن ماذا تفعل فيمن لا يريد للتوافق أن يسود، لأنّه سيخسر الكثير!

أضف تعليق