الكاتب هشام الزياني .. الدكتورة منيرة فخرو.. صباح الخير!
لا أعرف ماذا أسمّي تصريح الدكتورة الكريمة منيرة فخرو في صحيفتنا ”الوطن” يوم أمس؟ هل هذا فعلاً موقفها منذ أزمة 14 فبراير، أم أن هذه القناعات أتت بعد استقرار الأوضاع؟ الدكتورة قالت كلاماً وطنياً عاقلاً، وهو أنها مع حكم البلد وسيادة الدولة وليست مع جعل البحرين مثل لبنان..!!
هذا كلام جميل، لنختلف في أمور كثيرة هذا متاح اليوم، لكن لنقف عند شرعية حُكم آل خليفة الكرام، وسيادة الدولة، ومن بعد ذلك لكل إنسان أو جمعية حرية أخذ المواقف. لكنّي أريد أن أسأل الدكتورة منيرة فخرو: هل هذا فعلاً موقفكِ أثناء الدوّار؟ أم أنه أصابكِ شيء من التقيّة السياسية الوفاقية، فصرتِ تتحدثين بلُغة مختلفة بعد سيادة الدولة..؟
(يا خوفي من انتقال عدوى التقيّة السياسية يا بنت فخرو، ترى العدوى تنتشر بسرعة خاصة إذا كانت الأجواء غير صحيّة كما أجواء الدوّار.
أما عن قولكِ إن ”وعد” تختلف مع ”الوفاق” في ملف قانون الأُسرة الجعفري، فهذا كلام سمعناه مراراً وتكراراً ويبدو أن من يروّجه يريد أن يقول إن هناك خلافاً، لكن لا أحد من ”وعد” يمتلك الجُرأة ليناقش ذلك على الملأ مع ”الوفاق”. ”وعد” مُختَطفة من قِبَل أشخاص باتجاه ”الوفاق”، هؤلاء الأشخاص يلعبون دورين، دوراً ليبرالياً، ودوراً وفاقياً متطرفاً، وهم أخطر من الذي يلبس لباساً دينياً متطرّفاً فقط.
بعد كل الذي كنتِ تشاهدينه وتسمعينه أثناء الدوّار من صيحات إسقاط النظام والحكومة وغيرها من الشعارات التي مسّت قادة البلد، الآن تقولين إنكِ لستِ معها؟ لماذا لم تقولي هذا الكلام بقوّة وأثناء احتلال المنامة؟ ما الذي يمنعكِ من أن تقولي هذا الكلام وأنتِ مَنْ كنتِ أحد الأسماء التي يتمّ استغلالها على أنكِ (سُنية وأن السُنة معهم، وكان اسمكِ للتلاعب. تقولين إن لـ”وعد” شارعها، أين شارعها يا دكتورة؟ هل لكِ أن تقولي لنا كم عدد الذين يصوّتون في انتخابات ”وعد”؟.. جمهور نادي ”المالجية” أكثر منهم..!! أي شارع خاص لكِ يا ”وعد”.. ”شارع المعارض يمكن”..!!
تقولين إنكِ لستِ مع تحويل البحرين إلى لبنان آخر، مَنْ الذي سوف يُحوّل البحرين إلى لبنان آخر يا دكتورة..؟ نريد منكِ أن تخبرينا مَنْ الذي يسعى إلى تحويل البحرين إلى لبنان آخر بلُغة القوة؟ كنتُ أتمنى أن تكوني أكثر جُرأة وتُسمِّي الأمور بأسمائها وأنتِ معروف عنكِ الجُرأة ضد الدولة، لكنَّ هذه الجُرأة تتوقف عند ”الوفاق” ولا تقولين عنها شيئاً.
”وعد” أصبحتْ تابعاً للوليّ الفقيه بالبحرين، هذه هي الحقيقة المُرَّة يا دكتورة، أنتم ليبراليون (يا بلفيت لكن لأول مَرّة أرى ليبراليين وعلمانيين، يصطفون خلف الوليّ الفقيه يقول لهم يميناً ذَهَبوا، يقول لهم يساراً ذَهَبوا..!! هذه كارثة ”وعد”، ابحثوا عمَّن يخترقكم وهو متحالف ويملك خطاً ساخناً مع علي سلمان ولا يفعل أمراً دون وصاية علي سلمان، هذه الحقيقة المُرَّة. جمعيتكم أصبحت ذَنَباً لـ”الوفاق” وتابعاً، و”الوفاق” تسيِّركم كما تريدون، حتى اختلافكم في ملف قانون الأُسرة شخصياً لا أُصدِّقه، لأنكم أضعف من أن تختلفوا مع ”الوفاق”، فأنتم جمعية نخبويّة لا شارع لكم، حتى شارع المعارض، وتعوِّلون على أن يتكرّم عليكم علي سلمان بكرسيّ انتخابيّ ولو كان واحداً..!
نحترمكِ في شخصكِ وفي أنكِ من أُسرة عريقة، لكن كنّا نتمنّى أن يخرج صوتكِ الوطني الذي صرَّحتِ به من أنكِ مع الحُكم ومع سيادة الدولة وضد جعل البحرين كما لبنان -الذي كان سيجعلها كذلك هو إرهاب الدوّار- الذي كنتِ تشاركين به ويضعون اسمكِ على أنكِ سُنية ومعهم..!! إن كان تصريحكِ صحوة ضمير وطني فأهلاً به، وإن كان عدوى التقيّة السياسية فلا مرحباً ولا سهلاً
هشام الزياني
صحيفة الوطن – العدد 2045 الأحد 17 يوليو 2011
Filed under: جريدة الوطن |
أضف تعليق