لطفي نصر – المسيئون إلى الوطن كانوا هم السبّاقون..!!

المسيئون إلى الوطن كانوا هم السبّاقون..!!

image
لطفي نصر
ثبت بالدليل القاطع أنه ليست هناك كما يقال مجرد ثغرة أو ثغرات في المنظومة الإعلامية الخارجية عن البحرين.. بل هناك انهيار أرضي زلزالي عميق في هذه المنظومة.. وبالمعنى الأبسط هناك فراغ كامل في النشاط الإعلامي البحريني خارج حدود الوطن.. فلا يوجد في الفراغ الخارجي أي ذكر عن سمعة البحرين الطيبة أو ترويج يذكر بحقائق قضايا الوطن العادلة في جميع المجالات.. لقد تركت الساحة الخارجية للمناوئين والمسيئين يصولون ويجولون ويكذبون ويشوهون الوطن وقضاياه كما شاء لهم!
صحيح أنه حصل تحرك في الآونة الأخيرة، ولكنه تحرك مهزوز جاء متأخرا، ومحصلته لا تكاد تذكر!

تابعت هذه الظاهرة بعمق أكبر خلال فترة وجود الوفد البرلماني البحريني برئاسة الدكتور صلاح علي في أمريكا، ولاحظت الموقف الصعب الذي عاناه الوفد وهو يجد مقاومة شرسة وانطباعات مضادة عن البحرين في كل مكان يصلون إليه فيفاجأون بأنه تم حقن كل من فيه من قبل المناوئين الذين سبقوا إلى هذه الأماكن.. فكان أعضاء الوفد يتصببون عرقا وهم يحاولون زحزحة هذه الانطباعات المضللة عن مواضعها أو التغيير فيها، وكانت حوارات الوفد مع «تي كومار» المدير بمنظمة العفو الدولية شديدة الشراسة.. كان الرجل صريحا للغاية عندما قال للوفد: «ليس عندي سوى حجج المسيئين إلى الوطن»، التي جعلت لديه قناعة بأن حقوق الإنسان تشهد تدهورا في البحرين.. وصحيح أن الوفد بذل جهودا خارقة في تقديم كل الحقائق الغائبة كاملة إلى تي كومار.. ومن كان معه خلال اللقاء.. لكن قناعاته بما وصل إليه مسألة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.

كانت المهمة في الولايات المتحدة الأمريكية صعبة ومهينة إلى درجة أنهم كانوا يعينون لالتقاء الوفد أشخاصا ليسوا بالمستوى المطلوب!

قبلها كان وفد الجمعيات الحقوقية العربية الذي زار البحرين وقام بجولة في بعض القطاعات مركزا على القطاع الصحي.. وقد فوجئ جميع أعضاء الوفد بأن ما رأوه على الطبيعة وما وصل إلى أسماعهم مغاير تماما لما نشر في الخارج وما سمعوه إلى درجة التعبير عن الاندهاش والاستغراب وإعلانهم أنهم سيقومون من ناحيتهم بإعداد تقرير شامل عن حقيقة ما حصل في البحرين لنشره في جميع أنحاء العالم.

كل الوفود الخارجية والزائرون الأجانب الذين جاءوا إلى البحرين في الشهور الأخيرة أثناء وبعد الأحداث أكدوا هذه الحقيقة المرة ومقتضاها أن ما وصل إليهم في الخارج وما نما إلى أسماعهم مغاير تماما لما رأوه على أرض الواقع، وأن الحقيقة كانت غائبة عنهم تماما.. وآخر ما قرأه الجميع بالأمس هو هذا البيان الذي أعلنته الكلية الملكية في ايرلندا والذي أشار بطريقة غير مباشرة إلى هذه الجهود المغرضة والمحاولات المستميتة التي قام بها المسيئون إلى الوطن لاستمالة إدارة الكلية في ايرلندا إليهم والتأثير على حماسهم ومستوى خدماتهم للبحرين إلى الدرجة التي أشاعوا معها أن استمرارية فرع الكلية في البحرين أصبحت مشكوكا فيها!

جاء البيان ليؤكد أنه ليس هناك شيئا من هذا كله وان خدمات الكلية الملكية في ايرلندا للبحرين مستمرة وعلى أعلى مستوى وان جامعة البحرين الطبية مستمرة، وخدماتها للبحرين على مستوى تدريب الأطباء والممرضين ستتواصل بنفس الحماس والقوة السابقين..الخ.
المهم أن هذا كله يؤكد أن الساحة الخارجية كانت مرتعا خصبا للمسيئين إلى الوطن من أجل تشويه الحقائق والقضايا العادلة.. وأن هناك جانبا آخر لديه الحقائق كلها ولكنه صمت عن البوح بها وإحقاق الحق، وهذا الجانب تمثل في الجاليات الأجنبية التي تحركت مؤخرا والتقت القيادة وعبرت عن مواقفها وانطباعاتها وإداناتها للإعلام الخارجي الذي تنكب طريق الحقيقة.. وبعض السفراء الذين صمتوا طويلا ولم يتحدثوا إلا متأخرا ليعلنوا الحقيقة.. وهؤلاء لا يقلون أهمية عن النشاط الواجب توجيهه في الخارج.. ذلك أنهم أقدر على اقناع شعوبهم بالحقائق.. وان هذه الشعوب تصدق أبناء جلدتها بشكل أسرع عندما يبوحون لهم بالحقائق كما عايشوها.

أريد أن أقول إن النشاط الإعلامي الوطني الخارجي المكثف ليس ميدانه دول العالم الخارجي فحسب بل الداخل أيضا من خلال الجاليات الأجنبية والسفراء الأجانب وممثلي دولهم في فروع المنظمات العربية والدولية.
ويؤسفني أن أقول إن الذين حاولوا اختطاف الوطن والإساءة إليه عرفوا هذا الطريق في وقت مبكر جدا.. أقصد ممارسة النشاط الإعلامي المناوئ والمضلل من خلال الميدان الفسيح في دول العالم ومن خلال السفارات والسفراء الأجانب أيضا!
وقد بدأ الجانب الرسمي في التحرك الواجب الذي كان يجب أن يبدأ مبكرا.. وهنا يجب مواصلته بقوة من خلال جهود مضاعفة ومن دون عودة إلى الوراء.. فلا يكفي تعيين ملحق إعلامي أو أكثر في سفارة أو سفارتين في الخارج بل يجب أن يتواجد ملحقون إعلاميون في كل السفارات البحرينية في الخارج.. كما أن للإعلام الخارجي آليات كثيرة وعديدة يجب البحث عنها والاستفادة منها.. وشكرا لوزير التربية الذي بادر بتخصيص بعثات لتربية الملحقين الإعلاميين منذ البداية.. والبقية تأتي.

أضف تعليق