شعبنا المتعطش للدفاع عن وطنه

شعبنا المتعطش للدفاع عن وطنه
فوزية رشيد

{ أود أن أشكر كل الذين تفاعلوا بقوة مع موضوع (رفع قضية شعب البحرين ضد ايران)، بل منذ اليوم الاول لنشر الموضوع، تم التفاعل الشبابي معه عبر وسائل الاتصال الالكترونية، للبدء بكيفية شن (حملة تجميع تواقيع) من مكونات الشعب البحريني كافة لارفاقها برفع القضية.

وهذا التجاوب السريع في حد ذاته يدل على مدى تعطش شعبنا للدفاع عن وطنه، وبالوسائل كافة، مثلما يدل على حجم الوعي العظيم الذي تتمتع به فئات كثيرة من هذا الشعب، الى جانب شجاعته كشعب وجرأته والتفافه، حول كل فكرة بامكانها ان تسهم في احباط اي مخطط يستهدف الوطن، فما بالنا و«الشعور الجمعي العام»، يدرك اليوم حجم تلك المخططات التي تداخلت فيها أجندات اقليمية ودولية كبرى، مستسهلة بوهم اللقمة البحرينية، رغم انها شوك وجمر في حلق كل من هو طامع في أكلها؟

{ الذين رأوا أهمية هذه المسألة يريدون من كل الشعب البحريني المخلص لوطنه، الذي يريد الحفاظ على هوية وانتماء وعروبة هذا الوطن ان ينضم الى حملة التواقيع، لتدرك ايران التي تتحدث عن ثورة الشعب البحريني، ان من تتحدث عنهم هم ليسوا الا (فئة ضالة) تمثلها (حركة العبيد) اللندنية وغيرها وبعض وجوه في الداخل، وان الشعب البحريني بكل طوائفه وأطيافه يقف اليوم ضد هذه الفئة الانقلابية او فئة (ولاية الفقيه) التي تعمل على الحاق وطننا بنظام الولي الفقيه في ايران، وبالتالي هي فرصة متاحة لكل الاشراف والوطنيين «الشيعة» ان يرفعوا صوتهم اليوم، وان يضموا هذا الصوت الى كل الاصوات الشعبية الاخرى، لرفع هذه القضية المهمة ضد ايران، حتى يدرك العالم وليس ايران وحدها او بعض الدول الكبرى ان شعبنا رافض بقوة لكل الادعاءات الايرانية، ولكل مخططاتها ولكل أطماعها ولكل دعمها السياسي والمادي والاعلامي (لمن تريد استخدامهم) من بعض أبناء هذا الشعب، لضرب أمنه واستقراره وتعريض الوطن للمخاطر والتهديدات الجمة.

{ من أجل تحقيق الهدف والغاية الوطنيين لابد اليوم من انخراط كل شبابنا والقانونيين والحقوقيين والتاريخيين والصحفيين في هذه الحملة، وفتح ملفات (القضية الكبرى ضد ايران)، وكل حسب الملف الذي يتخصص فيه لايصال نبض شعبنا الحقيقي الى العالم كله، وتبيان حقيقة الرأي الشعبي في البحرين سواء ضد مخططات «الولي الفقيه» التي تستخدم الضالين من أبناء هذا الوطن أو مخططات «الفوضى الهدامة» المتشابكة معها، والمتحدثة باسم مناصرة الشعب البحريني، فيما غالبيته وقفت في «الفاتح» اثناء الازمة، لتزداد تلك الغالبية بما هو يضاهي كامل الشعب البحريني رفضا للمخططات والتهديدات، ماعدا «الفئة الانقلابية الضالة» وليعلن اليوم بوضوح حجم تضرره من (السياسة الايرانية) المتدخلة في شئونه وشئون الخليج تحت مسوغات دينية مذهبية، تراها ايران ضرورة لتحقيق نظرياتها الكبرى الفاسدة كنظرية (الثورة المهدوية العالمية) ونظرية (أم القرى) أو نظرية (القيادة الايرانية للعالم الاسلامي)، الى آخر تلك الترهات الايرانية التي تعد بمثابة اعلان حرب على دول الخليج، التي تريد اليوم الدخول من خلالها للوصول الى (مكة) والى تلك الزعامة الواهمة والموهومة، التي بدأتها بخطابات تصدير الثورة منذ مجيء الملالي لحكم ايران وعلى خلفية الاطماع «الشاهنشاهية» التاريخية الاستعمارية.

{ من حق شعبنا اليوم وشعوب الخليج كافة ان تواجه تلك المخططات والنيات والنظريات، التي عشنا بدايات هبوب رياحها هذه المرة اثناء (ازمة الدوار) في البحرين، وحيث لولا حفظ الله لنا ولوطننا، لكان السيناريو المعد هو ذات (السيناريو العراقي الكارثي)، من «جمهورية طوباوية» الى فتنة وحرب اهلية، الى فتح ابواب الجحيم على الخليج العربي كله دفعة واحدة، وهذا ما يستوجب عدم الانخداع بأي (تقية) داخلية او خارجية، لدى من فشلوا في تحقيق وهمهم الكبير فهم مصرون ومستمرون متى حانت الفرصة، وبالتالي فإن رفع مثل هذه القضية بات اليوم (ضرورة وطنية ملحة)، وهذا ما استشعره شعبنا بتجاوبه السريع مع الفكرة، والدخول في كيفية تفعيلها بدءا بحملة التواقيع لرفعها إلى الامم المتحدة وإلى محكمة «لاهاي» وإلى الجهات المعنية في «جنيف» مما سيغني شعبنا عن الكثير من الجهود المتفرقة الاخرى لتبيان حجم التشويه والمغالطات والاطماع التي تحيط ببلدنا الصغير، على يد تلك (الفئة الضالة) وبالدعم السياسي والمذهبي الانقلابي لـ (ولاية الفقيه) من بعض عناصر من الداخل وعناصر خارجية داعمة في لبنان (حزب الله)، وفي العراق (المؤسسات الطائفية)، وفي الكويت (من بعض الطائفيين)، وكل هؤلاء يتحركون تحت ذات العباءة التي هي (العباءة الايرانية) التي باتت مكشوفة تماما وسقطت عنها كل الاقنعة.

{ وكما ذكرنا من اهمية رفع هذه القضية وما ستحققه، في مقالي اليومين الماضيين، فإن جانبا آخر ستحققه وهو (لمّ شتات كل التحركات) الخارجية من جانب البحرينيين، لتصب في اطار رفع هذه القضية التاريخية واللافتة (ضد الرأس المدبر والمحرك للتهديدات داخل البحرين) ومحاولة لجم (المشروع الايراني التوسعي) من جانب شعوب هذه المنطقة بنفسها وانكشاف غطاء نصرة المظلومين الخادعة التي تتيح لها اللعب على الوتر المذهبي كيفما تشاء والتدخل في الشئون الداخلية. شعبنا يتحرك اليوم بقوة وعيه، وعلى (تجمع الوحدة الوطنية) تحديدا مناصرة هذا التوجه، بعدما لمسته من تأييد من الشيخ الدكتور «عبداللطيف المحمود» للفكرة. هذا الرجل الذي نعوّل كثيرا على وعيه وحساسيته الخاصة تجاه القضايا الوطنية المهمة، وعلى دوره ايضا في رفع مثل هذه القضية ضد ايران، التي باتت ملحة اليوم اكثر من اي وقت مضى، لإسماع صوت شعبنا الحقيقي الى العالم كله، وبعيدا عن مزايدات الفئة الانقلابية والمزايدات الايرانية المستمرة.

أضف تعليق